علاج البواسير: أحدث الطرق المنزلية والطبية للتخلص منها
منذ أسبوع واحد
0
علاج البواسير
يُعدّ الشعور بالانزعاج والتورم في منطقة الشرج من الأمور التي تستدعي الاهتمام، وقد يشير في كثير من الحالات إلى مشكلة صحية شائعة. إن فهم أسباب هذه الحالة وطرق التعامل معها يلعب دورًا هامًا في تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل سُبل علاج البواسير المختلفة، بدءًا من الإجراءات المنزلية البسيطة وصولًا إلى الخيارات الطبية المتاحة، بهدف تقديم إرشادات شاملة لكل من يبحث عن حل لهذه المشكلة.
البواسير هي أوردة منتفخة وملتهبة تقع في منطقة الشرج والجزء السفلي من المستقيم، تشبه في طبيعتها الدوالي التي تظهر في الساقين. تتكون هذه الأوردة نتيجة لزيادة الضغط عليها، مما يؤدي إلى تمددها وتورمها. هناك نوعان رئيسيان للبواسير: البواسير الداخلية التي تتكون داخل المستقيم ولا تُرى عادةً من الخارج، وقد تسبب نزيفًا غير مؤلم أثناء التبرز أو تدليًا خارج فتحة الشرج في حالات متقدمة. أما البواسير الخارجية فتظهر تحت الجلد حول فتحة الشرج وتكون أكثر عرضة للشعور بالألم والحكة والتورم، وقد تتكون فيها جلطات دموية تزيد من حدة الألم. فهم الفرق بين هذين النوعين يساعد في تحديد طرق العلاج المناسبة والتعامل مع الأعراض بفعالية.
الأعراض الشائعة للبواسير
تتنوع الأعراض المصاحبة للبواسير وقد تختلف في شدتها من شخص لآخر. تشمل الأعراض الشائعة نزيفًا أحمر فاتحًا وغير مؤلم أثناء أو بعد التبرز، وهو غالبًا ما يُلاحظ على ورق التواليت أو في وعاء المرحاض. قد يصاحب ذلك شعور بالحكة أو الحرقة أو الألم في منطقة الشرج، خاصةً عند الجلوس لفترات طويلة. في حالات البواسير الخارجية، قد يُلاحظ وجود تورم أو انتفاخ محسوس حول فتحة الشرج. من المهم استشارة الطبيب عند ظهور أي من هذه الأعراض، خاصةً إذا كان النزيف غزيرًا أو مصحوبًا بدوخة أو ضعف عام، لاستبعاد أي أسباب أخرى محتملة لهذه الأعراض مثل الشق الشرجي أو غيره من المشكلات الصحية. كما أن التشخيص المبكر يساعد في اختيار العلاج المناسب وتجنب تفاقم الحالة.
تتعدد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالبواسير. يعد الإمساك المزمن والإجهاد أثناء التبرز من أبرز هذه الأسباب، حيث يؤدي الضغط المتكرر إلى إضعاف الأوردة في منطقة الشرج والمستقيم وتمددها. كما أن الجلوس لفترات طويلة، سواء في العمل أو أثناء استخدام المرحاض، يمكن أن يزيد الضغط على هذه الأوردة. تلعب الوراثة دورًا في قابلية الشخص للإصابة بالبواسير. بالإضافة إلى ذلك، يزيد الحمل من خطر الإصابة نتيجة لزيادة الضغط على الأوردة في الحوض والتغيرات الهرمونية. السمنة ورفع الأثقال بشكل متكرر يمكن أن يساهمان أيضًا في زيادة الضغط. فهم هذه العوامل يساعد في اتخاذ تدابير وقائية لتقليل خطر الإصابة بالبواسير أو تفاقمها، مثل اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف وشرب كميات كافية من الماء وتجنب الجلوس لفترات طويلة دون حركة.
تشخيص البواسير
يعتمد تشخيص البواسير في البداية على الفحص السريري الدقيق من قبل الطبيب المختص. يتضمن ذلك غالبًا فحصًا بصريًا لمنطقة الشرج للبحث عن علامات البواسير الخارجية أو التدلي. قد يقوم الطبيب أيضًا بإجراء فحص المستقيم الرقمي، حيث يتم إدخال إصبع مُزلق برفق داخل فتحة الشرج لتحسس أي أوردة متورمة أو غير طبيعية. في حالة الاشتباه في وجود بواسير داخلية أو لاستبعاد أسباب أخرى للأعراض، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء تنظير الشرج أو تنظير المستقيم. يستخدم في هذه الإجراءات أنبوبًا رفيعًا مزودًا بضوء وكاميرا صغيرة لفحص بطانة الشرج والمستقيم بشكل مباشر. هذه الفحوصات تساعد في تحديد نوع البواسير ودرجتها، وبالتالي اختيار العلاج الأنسب للحالة.
ما هو أسرع علاج للبواسير في المنزل؟
عند الشعور بأعراض البواسير الخفيفة، يمكن اتخاذ بعض الإجراءات المنزلية لتوفير راحة سريعة وتخفيف الانزعاج. تعتبر حمامات الجلوس الدافئة من أسرع الطرق لتهدئة الألم والحكة والتورم؛ وذلك عن طريق الجلوس في حوض مملوء بالماء الدافئ لعدة دقائق عدة مرات في اليوم. يمكن أيضًا استخدام كمادات الثلج أو الباردة لتقليل التورم وتخفيف الألم بشكل مؤقت. تطبيق كريمات أو مراهم موضعية تحتوي على مكونات مهدئة أو مخدرة موضعيًا يمكن أن يوفر راحة سريعة من الحكة والألم الخفيفين. من المهم أيضًا الحفاظ على نظافة المنطقة المصابة وتجفيفها بلطف بعد كل حمام. على الرغم من أن هذه العلاجات المنزلية قد توفر راحة سريعة، إلا أنها غالبًا ما تكون حلولًا مؤقتة وقد لا تعالج المشكلة بشكل كامل، لذا استشارة الطبيب ضرورية للحصول على علاج فعال طويل الأمد.
علاج البواسير الخارجية المنتفخة
تتميز البواسير الخارجية المنتفخة بظهور تورم مؤلم أو كتلة صلبة حول فتحة الشرج، وغالبًا ما تكون مصحوبة بألم حاد نتيجة لتكون جلطة دموية داخل الوريد المتورم (البواسير المتخثرة). في مثل هذه الحالات، قد يوصي الطبيب بعلاجات تهدف إلى تخفيف الألم والتورم بشكل مباشر. يمكن أن تساعد الكمادات الباردة في تقليل التورم وتخفيف الألم في الأيام الأولى. قد يصف الطبيب أيضًا مسكنات للألم ومراهم موضعية لتخفيف الانزعاج. في بعض الحالات، إذا كان الألم شديدًا ولم يتحسن بالعلاجات التحفظية، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء بسيط يتمثل في عمل شق صغير في البواسير المتخثرة وإزالة الجلطة الدموية، مما يوفر راحة فورية. من المهم المتابعة مع الطبيب لتقييم الحالة والتأكد من عدم وجود مضاعفات.
علاج يقضي على البواسير نهائيا
لا يوجد علاج واحد يمكن أن يضمن القضاء على البواسير بشكل نهائي في جميع الحالات، حيث أن ظهورها يعتمد على عوامل متعددة قد تتكرر. ومع ذلك، هناك العديد من خيارات العلاج الفعالة التي يمكن أن تعالج البواسير الحالية بشكل كامل وتقلل بشكل كبير من فرص عودتها. تشمل هذه الخيارات العلاجات غير الجراحية مثل ربط الشريط المطاطي، والعلاج بالتصليب، والتخثير بالأشعة تحت الحمراء، والتي تستخدم لعلاج البواسير الداخلية. أما في الحالات الأكثر تقدمًا أو البواسير الخارجية المؤلمة، فقد يكون الاستئصال الجراحي هو الخيار الأمثل لإزالة البواسير بشكل كامل. بالإضافة إلى العلاج، فإن تبني نمط حياة صحي يتضمن نظامًا غذائيًا غنيًا بالألياف وشرب كميات كافية من الماء وتجنب الإمساك والإجهاد أثناء التبرز يلعب دورًا حاسمًا في منع عودة البواسير والحفاظ على صحة منطقة الشرج والمستقيم على المدى الطويل.
طرق علاج البواسير
أفضل الكريمات والمراهم المتاحة بدون وصفة لعلاج البواسير
تتوفر العديد من الكريمات والمراهم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية والتي يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض البواسير الخفيفة إلى المتوسطة. تحتوي معظم هذه المنتجات على مكونات تعمل على تخدير المنطقة موضعيًا لتخفيف الألم والحكة، مثل الليدوكائين أو البنزوكائين. بعضها الآخر يحتوي على مواد قابضة للأوعية الدموية مثل فينيليفرين، والتي يمكن أن تساعد في تقليل التورم والانكماش المؤقت للأوردة المتورمة. هناك أيضًا كريمات تحتوي على مواد مرطبة وملطفة مثل الألوفيرا أو زيت كبد الحوت، والتي يمكن أن تساعد في تهدئة الجلد المتهيج وتقليل الحكة. عند اختيار منتج، من المهم قراءة التعليمات واتباعها بدقة. على الرغم من أن هذه الكريمات والمراهم يمكن أن توفر راحة مؤقتة، إلا أنها لا تعالج السبب الجذري للبواسير، وإذا استمرت الأعراض أو تفاقمت، فمن الضروري استشارة الطبيب لتقييم الحالة والحصول على علاج أكثر فعالية.
استخدام الكمادات الباردة والدافئة في تهدئة البواسير
تعتبر الكمادات الباردة والدافئة من العلاجات المنزلية البسيطة والفعالة التي يمكن استخدامها لتخفيف أعراض البواسير. تساعد الكمادات الباردة، خاصة في المراحل الحادة، على تضييق الأوعية الدموية وتقليل التورم والالتهاب والألم في منطقة الشرج. يمكن وضع كيس من الثلج المغطى بقطعة قماش رقيقة على المنطقة المصابة لمدة 10-15 دقيقة عدة مرات في اليوم للحصول على أفضل النتائج. أما الكمادات الدافئة، مثل حمامات الجلوس الدافئة، فهي مفيدة بشكل خاص في تهدئة العضلات المحيطة بالشرج وتخفيف التشنجات والألم المزمن المرتبط بالبواسير. يمكن الجلوس في حوض مملوء بالماء الدافئ لعدة دقائق عدة مرات في اليوم. يمكن التناوب بين استخدام الكمادات الباردة والدافئة حسب الحاجة والشعور بالراحة، حيث يجد بعض الأشخاص راحة أكبر مع البرودة بينما يفضل آخرون الدفء. على الرغم من فعالية هذه الكمادات في تخفيف الأعراض، إلا أنها لا تعالج البواسير بشكل نهائي، وقد تكون هناك حاجة إلى علاجات أخرى حسب شدة الحالة.
فوائد حمامات الجلوس في علاج البواسير
تعتبر حمامات الجلوس من الوسائل العلاجية المنزلية الفعالة والمريحة لتخفيف أعراض البواسير. يتم أخذ حمام الجلوس عن طريق الجلوس في حوض أو وعاء مملوء بالماء الدافئ بحيث يغطي منطقة الشرج والوركين فقط. يساعد الماء الدافئ على استرخاء العضلات المحيطة بفتحة الشرج، مما يقلل من التشنجات والألم المصاحب للبواسير. كما أن الحرارة تعمل على تحسين الدورة الدموية في المنطقة، مما يعزز عملية الشفاء ويقلل من الالتهاب والتورم. يوصى بأخذ حمام الجلوس لمدة 10-15 دقيقة عدة مرات في اليوم، خاصة بعد التبرز، للحصول على أفضل النتائج. يمكن إضافة بعض المواد المهدئة إلى الماء مثل ملح إبسوم لزيادة فعالية الحمام في تخفيف الألم والالتهاب. الانتظام في أخذ حمامات الجلوس يمكن أن يوفر راحة كبيرة ويساعد في إدارة أعراض البواسير بشكل فعال كجزء من خطة علاج شاملة.
دور النظام الغذائي الغني بالألياف في الوقاية وعلاج البواسير
يلعب النظام الغذائي الغني بالألياف دورًا محوريًا في كل من الوقاية من البواسير وعلاجها. تعمل الألياف على زيادة حجم البراز وتليينه، مما يسهل مروره عبر الأمعاء ويقلل من الحاجة إلى الإجهاد أثناء التبرز. هذا التقليل في الإجهاد يقلل بدوره من الضغط على الأوردة في منطقة الشرج والمستقيم، وهو السبب الرئيسي لتكون البواسير وتفاقمها. تشمل المصادر الجيدة للألياف الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات. من خلال تضمين كميات كافية من هذه الأطعمة في النظام الغذائي اليومي، يمكن للشخص الحفاظ على حركة أمعاء منتظمة وتقليل خطر الإصابة بالإمساك وبالتالي البواسير. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون بالفعل من البواسير، فإن زيادة تناول الألياف يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض وتسريع عملية الشفاء عن طريق تسهيل عملية الإخراج وتقليل التهيج في المنطقة المصابة.
أهمية شرب الماء بكميات كافية لتجنب تفاقم البواسير
يعد شرب كميات كافية من الماء جزءًا لا يتجزأ من الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي والوقاية من تفاقم البواسير. يعمل الماء على ترطيب البراز وتليينه، مما يسهل مروره ويقلل من فرص الإصابة بالإمساك. عندما يكون البراز لينًا، تقل الحاجة إلى الإجهاد أثناء التبرز، وبالتالي ينخفض الضغط على الأوردة في منطقة الشرج والمستقيم، وهو عامل رئيسي في تطور البواسير. يوصى بشرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميًا، وقد تزداد الحاجة إلى السوائل في الأجواء الحارة أو عند ممارسة الرياضة. بالإضافة إلى الماء، يمكن الحصول على السوائل من مصادر أخرى مثل العصائر الطبيعية غير المحلاة والمرق. الحفاظ على رطوبة الجسم بشكل جيد يساهم بشكل كبير في منع الإمساك وتسهيل حركة الأمعاء، مما يساعد في إدارة أعراض البواسير وتقليل خطر تفاقمها على المدى الطويل.
ربط الشريط المطاطي: إجراء فعال لعلاج البواسير من الدرجة الأولى والثانية
يُعد ربط الشريط المطاطي من الإجراءات غير الجراحية الشائعة والفعالة لعلاج البواسير الداخلية من الدرجة الأولى والثانية. يعتمد هذا الإجراء على قطع إمداد الدم عن البواسير المتورمة. يتم ذلك عن طريق إدخال منظار صغير عبر فتحة الشرج لتحديد البواسير الداخلية، ثم يتم استخدام أداة خاصة لوضع شريط مطاطي صغير حول قاعدة البواسير. يؤدي هذا الربط إلى انقطاع تدفق الدم إلى البواسير، مما يتسبب في ضمورها وجفافها وسقوطها في غضون أيام قليلة أثناء التبرز. يعتبر هذا الإجراء سريعًا نسبيًا وعادة ما يتم إجراؤه في عيادة الطبيب دون الحاجة إلى تخدير عام. قد يشعر المريض ببعض الانزعاج الخفيف أو الضغط بعد الإجراء، ولكن عادة ما يزول خلال يوم أو يومين. يعتبر ربط الشريط المطاطي خيارًا جيدًا للأشخاص الذين يعانون من نزيف أو تدلي بسيط ناتج عن البواسير الداخلية.
العلاج بالتصليب: كيف يساعد في تقليص البواسير؟
العلاج بالتصليب هو إجراء غير جراحي آخر يستخدم لعلاج البواسير الداخلية، وخاصة البواسير الصغيرة أو النازفة. يتضمن هذا الإجراء حقن محلول كيميائي خاص مباشرة في البواسير. يعمل هذا المحلول على تهيج بطانة الوعاء الدموي للبواسير وتكوين نسيج ندبي. يؤدي هذا التندب إلى انغلاق الوعاء الدموي وتقلص البواسير تدريجيًا. يتم إجراء العلاج بالتصليب عادةً في عيادة الطبيب باستخدام منظار صغير لرؤية البواسير الداخلية وتوجيه الحقن بدقة. قد يحتاج المريض إلى عدة جلسات علاجية لتحقيق النتائج المرجوة، اعتمادًا على حجم وعدد البواسير. يعتبر هذا الإجراء أقل توغلًا من الجراحة وعادة ما يكون مصحوبًا بألم قليل أو معدوم. يستخدم العلاج بالتصليب غالبًا للبواسير التي لم تستجب بشكل جيد لربط الشريط المطاطي أو في حالات معينة يراها الطبيب مناسبة.
التخثير بالأشعة تحت الحمراء والليزر في علاج البواسير
يُعد التخثير بالأشعة تحت الحمراء والليزر من التقنيات طفيفة التوغل التي تستخدم لعلاج البواسير الداخلية الصغيرة والمتوسطة الحجم. في التخثير بالأشعة تحت الحمراء، يتم استخدام جهاز يصدر أشعة تحت الحمراء لإنشاء حرارة تعمل على تخثير الأوعية الدموية التي تغذي البواسير. يؤدي ذلك إلى انكماش البواسير وتوقف النزيف. أما في علاج البواسير بالليزر، فيتم استخدام شعاع ليزر مركز لتسخين وتدمير أنسجة البواسير والأوعية الدموية المغذية لها. كلا الإجرائين يتمان عادةً في عيادة الطبيب ولا يتطلبان تخديرًا عامًا. قد يشعر المريض ببعض الحرارة أو الانزعاج الخفيف أثناء الإجراء. تعتبر هذه التقنيات أقل توغلًا من الجراحة التقليدية وعادة ما يكون التعافي منها أسرع. يتم اختيار إحدى هاتين التقنيتين بناءً على حجم ونوع البواسير وتفضيل الطبيب وخبرته.