علاج الكحة: أسباب وحلول طبيعية ودوائية فعالة

الكحة ليست مجرد عارض عابر؛ بل قد تكون إشارة إلى وجود مشكلة صحية تحتاج إلى اهتمام. تتعدد أسباب الكحة بين نزلات البرد، الحساسية، الربو، أو حتى الارتجاع المعدي المريئي، مما يجعل تحديد السبب خطوة أساسية في اختيار العلاج المناسب. لحسن الحظ، تتوفر العديد من الخيارات لعلاج الكحة، بدءًا من العلاجات المنزلية البسيطة مثل شرب السوائل الدافئة، الغرغرة بالماء والملح، وتناول العسل، وصولاً إلى الأدوية التي يصفها الطبيب بناءً على نوع الكحة وسببها. في هذا المقال، سنستعرض أبرز طرق علاج الكحة، مع التركيز على الفروق بين الكحة الجافة وتلك المصحوبة بالبلغم، بالإضافة إلى نصائح عملية تساعد في التخفيف من الأعراض وتحسين جودة الحياة.
أسباب الكحة المستمرة
الكحة المستمرة، التي تدوم لأكثر من ثلاثة أسابيع، يمكن أن تثير القلق وتستدعي البحث عن أسبابها الجذرية. تتعدد العوامل التي قد تؤدي إلى هذه الحالة، بدءًا من التهابات الجهاز التنفسي المزمنة مثل التهاب الشعب الهوائية المزمن أو الربو، وصولًا إلى عوامل بيئية كالتعرض المستمر للمهيجات مثل دخان السجائر أو تلوث الهواء. في بعض الحالات، قد تشير الكحة المستمرة إلى حالات طبية أكثر جدية تتطلب تقييمًا طبيًا دقيقًا.
من المهم الانتباه إلى الأعراض المصاحبة للكحة المستمرة لتحديد ما إذا كانت تستدعي زيارة الطبيب بشكل عاجل. وجود أعراض مثل ضيق التنفس، ألم في الصدر، سعال مصحوب بالدم، فقدان الوزن غير المبرر، أو الحمى المستمرة، تعتبر علامات تحذيرية لا يجب تجاهلها. الفحص الطبي الشامل، بما في ذلك التاريخ المرضي والفحص السريري وربما بعض الفحوصات التشخيصية، يمكن أن يساعد في تحديد السبب الكامن وراء الكحة المستمرة وتحديد خطة العلاج المناسبة. التشخيص المبكر يلعب دورًا حاسمًا في إدارة العديد من الحالات الصحية التي قد تتسبب في هذه الأعراض.
الفرق بين الكحة الجافة والكحة المصحوبة بالبلغم
تعتبر الكحة من ردود الفعل الطبيعية للجهاز التنفسي لطرد المهيجات أو الإفرازات. يمكن تصنيفها بشكل أساسي إلى نوعين رئيسيين: الكحة الجافة والكحة المصحوبة بالبلغم. تتميز الكحة الجافة بأنها لا تنتج أي مخاط أو بلغم، وغالبًا ما تكون ناتجة عن تهيج في الحلق أو المجاري الهوائية العليا، مثل حالات الحساسية أو التعرض لدخان أو الهواء الجاف، أو حتى كأثر جانبي لبعض الأدوية. قد تكون هذه الكحة مؤلمة ومزعجة، خاصة في الليل.
أما الكحة المصحوبة بالبلغم، والمعروفة أيضًا بالكحة المنتجة، فهي تتميز بإخراج مخاط أو بلغم من الرئتين والمجاري الهوائية. يشير وجود البلغم غالبًا إلى وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية في الجهاز التنفسي، مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي. لون وقوام البلغم يمكن أن يعطي مؤشرات للطبيب حول طبيعة العدوى. يهدف علاج هذا النوع من الكحة إلى تسهيل طرد البلغم وتخفيف الاحتقان، مما يساعد على الشفاء. فهم الفرق بين النوعين يساعد في اختيار العلاج المناسب لكل حالة.
أفضل الأدوية لعلاج الكحة الجافة
عند التعامل مع الكحة الجافة، التي لا يصاحبها إنتاج للبلغم، يهدف العلاج إلى تهدئة تهيج الحلق والمجاري الهوائية وتثبيط الرغبة في السعال. تتوفر العديد من الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والتي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض. من بين هذه الأدوية، مثبطات السعال التي تعمل على مركز السعال في الدماغ لتقليل حدة الرغبة في الكحة. تعتبر المواد الفعالة مثل الديكستروميثورفان من المكونات الشائعة في هذه الأدوية.
بالإضافة إلى مثبطات السعال، يمكن أن تكون بعض العلاجات الأخرى مفيدة في تخفيف الكحة الجافة. أقراص الاستحلاب وشراب السعال الذي يحتوي على مواد ملطفة مثل العسل والجلسرين يمكن أن تساعد في تهدئة الحلق المتهيج. من المهم أيضًا الحفاظ على رطوبة الجسم عن طريق شرب الكثير من السوائل الدافئة. في بعض الحالات، إذا كانت الكحة الجافة ناتجة عن حساسية، قد يوصي الطبيب بمضادات الهيستامين. يجب دائمًا استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل استخدام أي دواء، خاصة إذا كانت هناك حالات صحية أخرى أو يتم تناول أدوية أخرى لتجنب أي تفاعلات محتملة.
علاج الكحة عند الأطفال
عندما يصاب الأطفال بالكحة، يصبح الأمر مصدر قلق للوالدين. من المهم أولاً تحديد نوع الكحة والأعراض المصاحبة لها لتقديم الرعاية المناسبة. في حالات الكحة البسيطة غير المصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة أو صعوبة في التنفس، يمكن لبعض التدابير المنزلية أن تكون فعالة. توفير بيئة رطبة باستخدام جهاز ترطيب الجو يمكن أن يساعد في تهدئة المجاري الهوائية المتهيجة وتخفيف الكحة. تشجيع الطفل على شرب الكثير من السوائل الدافئة مثل الماء والعصائر الطبيعية غير الحمضية يساعد في ترطيب الحلق وتسهيل خروج أي بلغم.
بالنسبة للأطفال الأكبر من سنة واحدة، يمكن إعطاء ملعقة صغيرة من العسل لتهدئة الكحة، حيث أظهرت بعض الدراسات فعاليته في تخفيف السعال الليلي. يجب تجنب إعطاء الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية للأطفال دون استشارة الطبيب، خاصة للأطفال الصغار جدًا، حيث قد تحمل بعض المخاطر والآثار الجانبية. من الضروري مراقبة الطفل عن كثب والتوجه إلى الطبيب إذا تفاقمت الأعراض، أو ظهرت أعراض جديدة مثل صعوبة التنفس، أو الصفير، أو الحمى المستمرة، لتقييم الحالة بشكل صحيح وتلقي العلاج المناسب.
علاج الكحة للحامل
تعتبر فترة الحمل حساسة للغاية، ويتطلب علاج أي عرض صحي، بما في ذلك الكحة، عناية وحذرًا خاصين لتجنب أي آثار سلبية على الأم والجنين. تلجأ العديد من الحوامل إلى العلاجات المنزلية الآمنة لتخفيف الكحة. شرب الكثير من السوائل الدافئة مثل الماء والشاي بالأعشاب اللطيفة (مثل البابونج والزنجبيل بكميات معتدلة) يساعد في ترطيب الحلق وتخفيف التهيج. استخدام جهاز ترطيب الجو في غرفة النوم يمكن أن يقلل من جفاف المجاري الهوائية ويساعد على تهدئة الكحة.
في حال الحاجة إلى أدوية، من الضروري استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء، حتى تلك التي لا تستلزم وصفة طبية. يعتبر الباراسيتامول آمنًا لتخفيف الحمى والأوجاع المصاحبة لبعض أنواع الكحة، ولكن يجب استخدامه بالجرعة الموصى بها. قد يسمح الطبيب ببعض أنواع شراب السعال التي تحتوي على مكونات آمنة للحوامل بجرعات محددة. يجب تجنب الأدوية التي تحتوي على الكوديين أو مضادات الاحتقان التي تؤخذ عن طريق الفم إلا تحت إشراف طبي مباشر. دائمًا ما يكون استشارة الطبيب هي الخطوة الأولى لضمان سلامة الأم والجنين عند علاج الكحة أثناء الحمل.
أعشاب فعالة في علاج الكحة طبيعيًا
لطالما استخدمت الأعشاب في الطب التقليدي لتخفيف أعراض العديد من الأمراض، بما في ذلك الكحة. يعتبر العسل من العلاجات الطبيعية المعروفة بخصائصه المهدئة للحلق والمضادة للبكتيريا، ويمكن تناوله بمفرده أو إضافته إلى الشاي الدافئ. الزنجبيل يمتلك خصائص مضادة للالتهابات ويمكن أن يساعد في تخفيف تهيج الحلق وتوسيع الشعب الهوائية، ويمكن تناوله كمشروب دافئ.
عشبة الزعتر تعتبر أيضًا من الأعشاب المفيدة في علاج الكحة، حيث تحتوي على مركبات تساعد في تهدئة تقلصات الشعب الهوائية وتسهيل طرد البلغم. يمكن تحضير شاي الزعتر وشربه عدة مرات في اليوم. جذور عرق السوس لها خصائص مهدئة ومضادة للالتهابات وقد تساعد في تخفيف الكحة الجافة والمتهيجة. على الرغم من الفوائد المحتملة لهذه الأعشاب، من المهم استخدامها باعتدال والتحقق من عدم وجود أي تفاعلات مع أدوية أخرى يتم تناولها. يجب على الحوامل والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة استشارة الطبيب قبل استخدام الأعشاب كعلاج للكحة.
تعرف على طرق علاج الإمساك

دور العسل والليمون في تهدئة الكحة
يُعتبر مزيج العسل والليمون من العلاجات المنزلية الشائعة والفعالة لتخفيف أعراض الكحة. يتميز العسل بخصائصه المهدئة للحلق، حيث يعمل كطبقة واقية تقلل من التهيج وتساعد في تهدئة السعال. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك العسل خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، مما قد يساعد في مكافحة بعض أنواع العدوى التي تسبب الكحة. يُفضل استخدام العسل الخام أو العسل الطبيعي غير المعالج للحصول على أقصى فائدة.
أما الليمون، فهو غني بفيتامين سي ومضادات الأكسدة، مما يعزز جهاز المناعة ويساعد الجسم على التعافي بشكل أسرع. كما أن حموضة الليمون قد تساعد في تكسير المخاط وتخفيف البلغم، مما يسهل طرده من الجهاز التنفسي. يمكن تحضير هذا المزيج بسهولة عن طريق إضافة ملعقة أو ملعقتين من العسل إلى عصير نصف ليمونة في كوب من الماء الدافئ. يُنصح بتناول هذا المشروب عدة مرات في اليوم للحصول على أفضل النتائج في تهدئة الكحة وتخفيف التهاب الحلق المصاحب لها.
أدوية الكحة المتاحة بدون وصفة طبية
عند الإصابة بالكحة، يلجأ الكثيرون إلى الصيدليات للحصول على أدوية لا تستلزم وصفة طبية لتخفيف الأعراض. تتوفر أنواع مختلفة من هذه الأدوية، ولكل منها آلية عمل مختلفة وتناسب أنواعًا معينة من الكحة. هناك مثبطات السعال التي تعمل على مركز السعال في الدماغ لتقليل الرغبة في الكحة، وتستخدم غالبًا للكحة الجافة والمزعجة التي تعيق النوم أو الأنشطة اليومية. المادة الفعالة ديكستروميثورفان هي مثال شائع على هذه المجموعة.
بالمقابل، هناك أدوية طاردة للبلغم تعمل على زيادة سيولة المخاط في المجاري الهوائية، مما يسهل طرده عند السعال. هذه الأدوية مفيدة بشكل خاص للكحة المصحوبة ببلغم كثيف وصعب الإخراج. المادة الفعالة جوايفينيسين هي مثال على طاردات البلغم. بالإضافة إلى ذلك، تتوفر مركبات تجمع بين مثبط للسعال وطارد للبلغم، وقد تكون مناسبة لبعض الحالات. من المهم قراءة التعليمات بعناية واستشارة الصيدلي لاختيار الدواء الأنسب لنوع الكحة والأعراض المصاحبة، مع الأخذ في الاعتبار أي حالات صحية أخرى أو أدوية يتم تناولها.
وصفات طبيعية لعلاج الكحة
بالإضافة إلى العسل والليمون، هناك العديد من الأعشاب والمشروبات الطبيعية التي يمكن أن تساعد في تخفيف الكحة وتهدئة الجهاز التنفسي. يعتبر شاي الزنجبيل من المشروبات الدافئة المفيدة، حيث يمتلك الزنجبيل خصائص مضادة للالتهابات ومسكنة للحلق. يمكن تحضيره عن طريق نقع شرائح الزنجبيل الطازج في الماء الساخن. شاي البابونج معروف بخصائصه المهدئة والمساعدة على الاسترخاء، مما قد يكون مفيدًا بشكل خاص للكحة الليلية.
عشبة النعناع تحتوي على المنثول الذي يمكن أن يساعد في فتح المجاري الهوائية وتخفيف الاحتقان، ويمكن شرب شاي النعناع أو استنشاق بخاره. شاي الزعتر يعتبر تقليديًا لعلاج الكحة، حيث يساعد على تهدئة تقلصات الشعب الهوائية وتسهيل خروج البلغم. يمكن تحضير مغلي الزعتر وشربه دافئًا. من المهم التأكد من عدم وجود حساسية تجاه أي من هذه الأعشاب واستخدامها باعتدال. في حال استمرار الكحة أو تفاقمها، يجب استشارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق وعلاج مناسب.
علاج الكحة الناتجة عن الحساسية
تعتبر الحساسية من الأسباب الشائعة للكحة المزمنة أو المتكررة. تحدث الكحة التحسسية نتيجة لرد فعل الجهاز المناعي تجاه مواد غير ضارة مثل حبوب اللقاح، الغبار، وبر الحيوانات، أو العفن. يؤدي التعرض لهذه المواد إلى إطلاق الهيستامين والمواد الكيميائية الأخرى التي تسبب تهيجًا في المجاري الهوائية، مما ينتج عنه السعال. غالبًا ما تكون هذه الكحة جافة وقد يصاحبها أعراض أخرى مثل سيلان الأنف، العطس، وحكة في العينين أو الحلق.
يهدف علاج الكحة الناتجة عن الحساسية إلى تقليل التعرض للمثيرات وتخفيف الأعراض. يمكن أن تساعد مضادات الهيستامين التي لا تستلزم وصفة طبية في السيطرة على رد الفعل التحسسي وتخفيف الكحة والأعراض الأخرى. في حالات الحساسية الشديدة، قد يوصي الطبيب بمضادات الهيستامين التي تحتاج إلى وصفة طبية أو بخاخات الأنف الستيرويدية لتقليل الالتهاب في المجاري الهوائية. تجنب المواد المسببة للحساسية قدر الإمكان، مثل استخدام أجهزة تنقية الهواء وتنظيف المنزل بانتظام، يلعب دورًا هامًا في إدارة هذه الحالة وتقليل نوبات الكحة.
الكحة الليلية: أسبابها وكيفية التعامل معها
تعتبر الكحة الليلية مشكلة شائعة تؤثر على جودة النوم وتسبب الإزعاج. هناك عدة أسباب محتملة لهذه الظاهرة. يمكن أن يتفاقم ارتداد الحمض من المعدة إلى المريء في وضع الاستلقاء، مما يهيج الحلق ويسبب الكحة. كما أن احتقان الأنف والجيوب الأنفية يزداد في الليل بسبب الجاذبية، مما يؤدي إلى تنقيط خلف الأنف وتهيج الحلق والسعال. بالإضافة إلى ذلك، قد تزيد حساسية الربو أو الحساسية الأخرى من الكحة في الليل نتيجة لتغير درجة حرارة الغرفة أو التعرض لمثيرات موجودة في الفراش.
للتعامل مع الكحة الليلية، يمكن اتخاذ بعض الإجراءات التي تساعد في تخفيف الأعراض وتحسين النوم. رفع الرأس أثناء النوم باستخدام وسائد إضافية يمكن أن يساعد في تقليل ارتداد الحمض وتخفيف احتقان الأنف. استخدام جهاز ترطيب الجو في غرفة النوم يمكن أن يحافظ على رطوبة المجاري الهوائية ويقلل من التهيج. تجنب تناول وجبات ثقيلة أو حارة قبل النوم يمكن أن يقلل من احتمالية ارتداد الحمض. في حال استمرار الكحة الليلية، من المهم استشارة الطبيب لتحديد السبب الأساسي وتلقي العلاج المناسب، مثل أدوية الحموضة أو أدوية الحساسية أو الربو إذا لزم الأمر.
كيفية علاج الكحة المصحوبة ببلغم والتخلص من الاحتقان
تهدف معالجة الكحة المصحوبة بالبلغم إلى تسهيل طرد المخاط من الجهاز التنفسي وتخفيف الاحتقان. شرب كميات كبيرة من السوائل الدافئة مثل الماء، الشاي بالأعشاب، والمرق يساعد في ترقيق البلغم وجعله أسهل في الخروج عند السعال. استخدام جهاز تبخير أو أخذ حمام دافئ واستنشاق البخار يمكن أن يساعد أيضًا في تليين المخاط وتخفيف الاحتقان في الأنف والصدر.
تتوفر بعض الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والتي يمكن أن تساعد في علاج هذا النوع من الكحة. تعمل الأدوية الطاردة للبلغم، مثل تلك التي تحتوي على جوايفينيسين، على زيادة سيولة المخاط وتسهيل طرده. يجب استخدام هذه الأدوية وفقًا للتعليمات الموجودة على العبوة أو بتوصية من الصيدلي. تجنب مثبطات السعال في حالة الكحة المصحوبة بالبلغم، حيث أن الهدف هو التخلص من المخاط وليس قمعه. إذا استمرت الكحة أو تفاقمت الأعراض، أو إذا كان البلغم مصحوبًا بدم أو كان له لون غير طبيعي، فمن الضروري استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لعلاج إضافي مثل المضادات الحيوية في حال وجود عدوى بكتيرية.
علاج الكحة والتهاب الحلق
غالبًا ما تترافق الكحة مع التهاب في الحلق، مما يسبب ألمًا وصعوبة في البلع بالإضافة إلى الإزعاج الناتج عن السعال. يهدف علاج هذه الحالة المشتركة إلى تخفيف كل من الكحة وتهيج الحلق. الغرغرة بالماء الدافئ والملح عدة مرات في اليوم تعتبر وسيلة فعالة لتهدئة التهاب الحلق وتقليل التورم. كما أن شرب السوائل الدافئة مثل الشاي بالعسل والليمون أو الحساء الدافئ يساعد في ترطيب الحلق وتخفيف الألم.
بالنسبة للكحة المصاحبة لالتهاب الحلق، يمكن استخدام أقراص الاستحلاب التي تحتوي على مواد مهدئة مثل المنثول أو العسل لتخفيف الحكة وتهدئة الحلق. يمكن أيضًا تناول أدوية لتخفيف الألم التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتسكين آلام الحلق المصاحبة. من المهم الحصول على قسط كافٍ من الراحة وتجنب المهيجات مثل الدخان وتلوث الهواء لتسريع عملية الشفاء. إذا استمر الألم أو تفاقمت الكحة، أو ظهرت أعراض أخرى مثل الحمى أو صعوبة التنفس، يجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة بشكل صحيح.
علاج الكحة الناتجة عن نزلات البرد
تعتبر الكحة من الأعراض الشائعة والمزعجة المصاحبة لنزلات البرد، وهي عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي العلوي. عادة ما تبدأ الكحة في نزلات البرد جافة ثم قد تتحول إلى كحة مصحوبة ببلغم مع تقدم العدوى. يركز علاج الكحة الناتجة عن البرد على تخفيف الأعراض حتى يتمكن الجسم من مكافحة الفيروس. الراحة وشرب الكثير من السوائل الدافئة هما أساس العلاج للمساعدة في ترطيب المجاري الهوائية وتخفيف المخاط.
يمكن استخدام بعض الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية لتخفيف أعراض الكحة المصاحبة للبرد. بالنسبة للكحة الجافة، يمكن استخدام مثبطات السعال باعتدال. أما في حالة الكحة المصحوبة بالبلغم، فقد تساعد الأدوية الطاردة للبلغم في تسهيل خروج المخاط. يمكن أيضًا استخدام مزيلات الاحتقان لتخفيف انسداد الأنف الذي قد يساهم في تهيج الحلق والكحة. من المهم اتباع تعليمات استخدام الأدوية وعدم تجاوز الجرعة الموصى بها. عادة ما تتحسن الكحة المصاحبة للبرد تدريجيًا خلال أسبوع أو أسبوعين مع الراحة والعناية الذاتية.
متى يجب زيارة الطبيب بسبب الكحة؟
على الرغم من أن معظم حالات الكحة تكون خفيفة وتتحسن بالعلاجات المنزلية، إلا أن هناك بعض العلامات والأعراض التي تستدعي استشارة الطبيب. إذا استمرت الكحة لأكثر من ثلاثة أسابيع دون تحسن، فقد يشير ذلك إلى مشكلة صحية أساسية تحتاج إلى تقييم طبي. كما أن وجود أعراض مصاحبة للكحة مثل صعوبة التنفس أو ضيق في الصدر أو ألم حاد في الصدر يعتبر علامات تحذيرية تتطلب عناية طبية فورية.
يجب أيضًا زيارة الطبيب إذا كانت الكحة مصحوبة بدم، أو حمى مستمرة، أو فقدان غير مبرر للوزن، أو إذا كان هناك صفير أو صوت غريب أثناء التنفس. في الأطفال الصغار والرضع، يجب طلب المشورة الطبية عند ظهور أي كحة مصحوبة بصعوبة في التنفس، أو ازرقاق في لون الجلد، أو عدم القدرة على الرضاعة أو الشرب بشكل طبيعي. التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يمنع تفاقم الحالة ويضمن الشفاء السريع. لا تتردد في طلب المساعدة الطبية إذا كنت قلقًا بشأن طبيعة الكحة أو الأعراض المصاحبة لها.
أطعمة ومشروبات تساعد في تخفيف الكحة
يمكن أن يلعب النظام الغذائي دورًا داعمًا في تخفيف أعراض الكحة وتهدئة الجهاز التنفسي. بعض الأطعمة والمشروبات تمتلك خصائص طبيعية يمكن أن تساعد في تقليل التهيج وتسهيل عملية الشفاء. يعتبر العسل من الأطعمة المفيدة، حيث يمتلك خصائص مضادة للالتهابات والميكروبات ويمكن أن يساعد في تهدئة الحلق وتقليل السعال. يمكن تناوله مباشرة أو إضافته إلى المشروبات الدافئة.
المشروبات الدافئة بشكل عام مفيدة جدًا عند الإصابة بالكحة، حيث تساعد في ترطيب الحلق وتخفيف المخاط. الشاي بالأعشاب مثل شاي الزنجبيل والبابونج والزعتر يمكن أن يكون له تأثير مهدئ. حساء الدجاج الدافئ يعتبر أيضًا خيارًا جيدًا، حيث يوفر السوائل والعناصر الغذائية وقد يساعد في تخفيف الاحتقان. بعض الفواكه مثل الأناناس تحتوي على إنزيم البروميلين الذي قد يساعد في تقليل الالتهاب وتخفيف الكحة. تجنب الأطعمة والمشروبات التي قد تزيد من تهيج الحلق مثل الأطعمة الحارة أو الحمضية والمشروبات الباردة جدًا.
علاج الكحة عند الرضع
تتطلب الكحة عند الرضع عناية خاصة وحذرًا نظرًا لصغر سنهم وحساسية جهازهم التنفسي. من الضروري عدم إعطاء أي أدوية للكحة لا تستلزم وصفة طبية للرضع دون استشارة الطبيب، حيث قد تكون غير آمنة أو غير مناسبة لهم. تعتمد طرق العلاج الآمنة على عمر الرضيع وشدة الأعراض. بالنسبة للرضع الأصغر من ستة أشهر، يعتبر حليب الأم هو الأفضل لتوفير التغذية والترطيب اللازمين.
يمكن استخدام شفاط الأنف المطاطي لإزالة المخاط الزائد من أنف الرضيع بلطف، خاصة قبل الرضاعة والنوم، لتسهيل التنفس. يمكن أيضًا إنشاء بيئة رطبة حول الرضيع باستخدام جهاز ترطيب الجو البارد. حمل الرضيع في وضع مستقيم قد يساعد في تسهيل عملية التنفس وتخفيف الكحة. من الضروري مراقبة الرضيع عن كثب والتوجه إلى الطبيب فورًا إذا ظهرت عليه علامات مثل صعوبة التنفس، أو سرعة التنفس، أو ازرقاق في لون الجلد، أو عدم القدرة على الرضاعة بشكل جيد، أو الحمى.
الزيوت العطرية ودورها في تهدئة الكحة
تستخدم الزيوت العطرية بشكل متزايد كعلاج تكميلي لتخفيف العديد من الحالات الصحية، بما في ذلك الكحة. يُعتقد أن بعض الزيوت العطرية تمتلك خصائص مضادة للالتهابات ومطهرة ومهدئة يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض الجهاز التنفسي. زيت الأوكالبتوس يعتبر من الزيوت الشائعة المستخدمة لتخفيف الاحتقان وفتح المجاري الهوائية. يمكن استنشاق بخار زيت الأوكالبتوس بحذر عن طريق إضافته إلى وعاء من الماء الساخن وتغطية الرأس بمنشفة واستنشاق البخار بلطف.
زيت النعناع يحتوي على المنثول الذي يمكن أن يساعد في تهدئة الحلق وتخفيف السعال. زيت اللافندر معروف بخصائصه المهدئة والمساعدة على الاسترخاء، مما قد يكون مفيدًا بشكل خاص للكحة الليلية. يجب استخدام الزيوت العطرية بحذر وتخفيفها بزيت ناقل مثل زيت جوز الهند أو زيت اللوز قبل وضعها على الجلد. يجب تجنب تناول الزيوت العطرية عن طريق الفم. لا ينصح باستخدام بعض الزيوت العطرية للأطفال الصغار أو الحوامل أو الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة. دائمًا ما يُفضل استشارة أخصائي قبل استخدام الزيوت العطرية كعلاج.
نصائح للوقاية من الكحة في موسم البرد
مع بداية موسم البرد والإنفلونزا، يصبح الحفاظ على صحة الجهاز التنفسي والوقاية من الكحة أمرًا بالغ الأهمية. تعتبر النظافة الشخصية الجيدة خط الدفاع الأول ضد انتشار الفيروسات التي تسبب نزلات البرد والكحة المصاحبة لها. المواظبة على غسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، خاصة بعد التواجد في الأماكن العامة وقبل تناول الطعام، يساعد بشكل كبير في الحد من انتقال العدوى. استخدام معقم اليدين الكحولي عند عدم توفر الماء والصابون هو بديل فعال.
تجنب لمس الوجه، وخاصة الأنف والفم والعينين، يقلل من فرصة دخول الجراثيم إلى الجسم. الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفيتامينات والمعادن يعزز جهاز المناعة ويجعله أكثر قدرة على مقاومة العدوى. الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة يلعب دورًا هامًا في دعم وظائف المناعة. بالإضافة إلى ذلك، تهوية المنازل والمكاتب بانتظام يساعد في تجديد الهواء وتقليل تركيز الجراثيم المحتملة. تجنب الاختلاط المباشر مع الأشخاص المصابين بنزلات البرد يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالكحة.
علاج الكحة بالأعشاب
لطالما استخدمت الأعشاب في مختلف الثقافات لتخفيف وعلاج العديد من الأمراض، بما في ذلك الكحة. تقدم الطبيعة مجموعة واسعة من الخيارات التي يُعتقد أن لها خصائص مهدئة ومضادة للالتهابات وطاردة للبلغم. يعتبر الزعتر من الأعشاب المعروفة بفعاليتها في علاج الكحة، حيث يساعد على توسيع الشعب الهوائية وتسهيل طرد المخاط. يمكن تحضير شاي الزعتر وشربه عدة مرات في اليوم للاستفادة من فوائده.
جذور عرق السوس لها خصائص مهدئة للحلق ومضادة للتهيج، مما يجعلها خيارًا جيدًا لتخفيف الكحة الجافة. يمكن تناولها كمشروب دافئ. الزنجبيل يمتلك خصائص مضادة للالتهابات ويمكن أن يساعد في تهدئة الحلق وتخفيف السعال. يمكن إضافة شرائح الزنجبيل الطازج إلى الشاي أو الماء الساخن. على الرغم من الفوائد المحتملة للأعشاب، من المهم استخدامها بحذر والبحث عن معلومات موثوقة حول الجرعات والآثار الجانبية المحتملة. يجب على الحوامل والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة أو يتناولون أدوية أخرى استشارة الطبيب قبل استخدام الأعشاب كعلاج للكحة.