الشباب و الموضة

الأزياء الغربية للشباب .. موضة وتطور أم إفلاس وتهور؟

يميل الشباب لارتداء الأزياء الغربية سواء كانت ملائمة لعادات وتقاليد المجتمع العربي أم غير ملائمة

فالأهم هو مواكبة الموضة على أي حال.

ويتابع الشباب العربي بشغف واهتمام مستجدات الموضة، وآخر صيحاتها، سواء تعلق الأمر بالألبسة، أو غيرها.

فلا يخلو أي تجمع شبابي من حديث حول آخر الصيحات في مجال الألبسة، وتسريحات الشعر،

بالإضافة إلى التطرق إلى آخر الموديلات التي السيارات والدراجات النارية.

الأزياء الغربية للشباب .. موضة وتطور أم إفلاس وتهور؟

جميعنا يلاحظ هوس وهستريا الموضة بين الشباب والمراهقين  وكيف أصبحوا متمسكين بها وكأنها جزء هام من حياتهم،

ويظهر ذلك بوضوح فى طريقة ونوع ملابسهم و فى أحاديثهم وفى حياتهم بشكل عام.

فهم يقلدون الغرب تقليدا أعمى،  حتى وإن كانت هذه الموضة بعيدة عن ديننا وأخلاقنا وثقافتنا العربية.

التقليد الأعمى للغرب

الأزياء الغربية
الأزياء الغربية

أصبحنا  نغوص بين أشكال وألوان مختلفة من الموضة في الجامعات، النوادي، الشوارع، وفي كل مكان نذهب إليه،

فنري الشباب بتسريحات شعر غريبة، ونراهم أيضًا بأزياء مختلفة على سبيل المثال:

البنطلون الساقط والبرمودا والبنطلون المقطع والملابس الممزقة والمرقعة.

وكذلك الحجاب لابد أن يواكب الموضة فظهر (الحجاب الستايل)

فمنه تصميمات مختلفة منها التركي والأسباني والخليجي.

كذلك رسومات ووشم علي الأيدي والكتف

سلاسل وأساور يرتديها الشباب قبل الفتيات.

وأشكال كثيرة من الموضة يتسابق الشباب للوصول إليها ويقلدوها وسط التقليد الأعمى للغرب دون معرفة أصولها أو الهدف منها.

البنطال المقطع

الأزياء الغربية
الأزياء الغربية

انتشرت موضة البنطال المقطع بين الشباب، ونراهم يرتدون أحدث صيحاتها وهم في قمة السعادة، ونكتفى فقط بقولنا (إنها لموضة)!

والسؤال لماذاعندما كان يرتدى الفقير ملابس مقطعة كنا نسخر منه مع إن كلاهما ملابس مقطوعة !

ولكن الفرق أن الفقير لم يدفع ثمنا لشرائها ممزقة، وذلك لأنها قديمة بالية، بينما الموضة يدفع ثمنا لشرائها ممزقة.

البنطال الساقط

الأزياء الغربية
الأزياء الغربية

أما البنطال الساقط  الذى كان منشرا جدًا فى أوساط الشباب فى المجتمع الغربى،

قلده الشباب العربي تقليد أعمى دون معرفة سبب سقوطه .

لقد أخذت موضة هذا البنطال من ملابس السجناء في أمريكا، حيث كانت إدارة السجون تحظر الأحزمة  كي لا يشنق المساجين أنفسهم بها أو لاستخدامها فى المشاجرات.

 

والغريب أن هناك بعض المدن الأمريكية حاولت منع هذه الموضة بصورة قانونية،

ففي ولاية لويزيانا صدر قرار بحبس كل من يرتدي البنطال الساقط لمدة ستة شهور وتغريمه 500 دولار،

كذلك في ولاية نيوجرسي فإن القبض علي من يتبعون هذه الموضة يدفع غرامة كبيرة،

بالإضافة للقيام بأعمال لخدمة المجتمع مثل نقل القمامة ومساعده عمال الخدمات، كما حظر مجلس الشيوخ الأمريكي إرتداء الطلاب لهذا البنطلون،

ووافق علي قانون جديد يقضي بحرمان الطلاب الذين يرتدون تلك السراويل من الحضور إلي المدرسة.

وليس فقط تقليد الموضة الغربية في الملابس بل في قصات الشعر أيضًا، فنرى بعض الشباب والشابات يتبعون آخر صيحات الموضة في تسريحات الشعر والصبغات الغريبة التي لا تعطي مظهراً حضارياً

بل على العكس تشعرك بالاشمئزاز عند رؤيتها كالشعر الأزرق والمتعدد الألوان وغير ذلك من قصات الشعر الغريبة.

أيضاً بعض الشباب يستخدم الإكسسوارات في الوجه وأماكن أخرى في الجسم مع رسم التاتوه المخيف وهذا ما يسمى بالموضة على حسب رأيهم.

رأى المتخصصين في علم النفس

يرى بعض اختصاصيي علم النفس والاجتماع:

إن الشباب بصفة عامة، والمراهقين بالخصوص، يبحثون عن التفرد، والبروز، وجلب الانتباه، والحصول على القبول الاجتماعي،

وأن الاهتمام بالمظهر الخارجي هو شكل من أشكال التعبير والتواصل يعكس جوانب من شخصية الفرد.

كما أن هذه الشريحة، بسبب عدم اكتمال نضجها الفكري، عرضة أكثر من غيرها للتأثيرات الخارجية.

وأخيرًا:

لا نستطيع إنكار التطور الذي شهده المجتمع، والتقدم في وسائل الاتصال، أدي إلي حالة من الهوس بالموضة

حيث تتسابق الفضائيات في بث وعرض آخر صيحات الموضة في الأزياء وتسريحات الشعر، وأصبحت هناك المئات من البرامج المتخصصة التي تنشر خطوط الموضة العالمية.

لذلك يجب علي الإعلام ألا يقف موقف المتفرج بل والمتعاون مع الموضة الغريبة، ولابد أن يوضح مخاطر التقليد الأعمى ومخاطر البعد عن الهوية العربية،

وأن يقدم االنموذج المثالي دائمًا الذي ينير عقول الشباب العربي ويؤثر بالإيجاب علي ثقافتهم العربية لا أن يقدم فقط النموذج السيئ الذين يؤثر سلبيًا على عقولهم وأفكارهم.

لمزيد من المعلومات يمكنكم متابعة الفيديو

 

 

الوسوم

سوسن رسمي

سوسن رسمي : كاتبة فسلطينية لها خبرة في مجالات متعددة، حيث تعمل كمدربة تنمية بشرية، ولها العديد من الدورات التعليمية، كما أنها متخصصة تطوير الذات والتأهيل السلوكي للأطفال، وحاصلة على العديد من الجوائز العلمية في مجالات متعددة، وهي حالياً تشغل العديد من المناصب وتعمل بمؤسسة أعرفها كمسئولة عن قسم الأسرة والطفل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق